Quantcast
Channel: حـكايـــات من القـــلب
Viewing all articles
Browse latest Browse all 54

عزيزي دودو

$
0
0
في البداية.. اسمعوا هنا

.

.

عزيزي #دودو.. هل تتذكر رسالتي الأولى لك؟!.

لا تعقد حاجبيك وتشعر بالأسى لأنك لا تتذكر، فأنا نفسي (ذات الذاكرة القوية التي لا تُسقط شيئًا) ربما لا أتذكرها. لكني –بالطبع- أذكر ذلك الشعور الرائع المريح الذي كان يعقب توجيه كلامي إليك وفضفضتي معك. فالحديث معك عن أي شيء وكل شيء ممتع ومريح.  وتعالَ لنتذكر سويًا..

في البدء شكوت لك أسئلة ماركزوكربرج* التي صارت تحتل الفيس بوك.. "مالذي تفعله الآن يا فلان؟/مالذي يدور ببالك؟ مالذي تنوي فعله؟.. إلخ". وقتها كنت في حالة نزقة تسمح لي بالرد على أسئلة مارك.ثم قررت فيما بعد أن أتجاهله وأُحدّثك أنت.

الغريب، أن الكل تقريبا ترك ما كنت أناقشه معك، وتوقف أمام اسمك.. دودو. لتنهال عليّ الأسئلة. مَن #دودو؟ وأين هو؟ وإن كان شخصًا خياليًا أو صديق تخيّلي فلماذا اخترت له هذا الاسم..  #دودو.

تقمص أصدقائي شخصية ماركوظلوا يسألون عمّن تكون، فلم أتحدث عنك واكتفيت بالحديث إليك.

أُراجِع الآن رسائلي إليك مُرتبة حسب تاريخ كتابتها، فأكتشف أني كنت أتحدث مع نفسي.. كما لو أنك القرين المكمّل لي. الذي يعرف تفاصيل حياتي ولا يشرد أو يقاطعني ليسألني عن تفصيلة تائهة عنه تجعل من كلامي مجرد ثرثرة مُبهمة. كنت أُصدّق في وجودك وكأنك شخص حقيقي كليّ المعرفة، يسكن تحت جلدي ويعرف أدق تفاصيل حياتي. أذكر اسم (آية) في رسائلي دون أن أترك لك في نهايتها هامش يوضح ماهية (آية) وأهميتها في حياتي. كنت أُحدّثك عن مُشرفي رسالة الماجستير  وكأنك كنت رفيقي خلال هذه الفترة وتعرف ما ارتكبوه من هوائل وما اقترفوه في حقي.  أُخبرك عن الطبطات الخفية التي يرسلها الله لي في وقت ضيق، وكأنك على علمٍ مسبق بتلك العلاقة التي تحمل هذا الكم من لطفٍ خفيّ. أُشاركك أفكارًا لم أتفوه بها ولا أخشى من أن تُضيّعها. أحكي عن ماركيز وعمّا اعتراه من خرف وعن محاولاتي الطفولية للاحتفاظ به على رف مكتبتي بالتوقف عن قرائته. أتحدث معك عن الرغبة في الحياة على كوكب آخر، ليجيء الإعلان عن  رحلة المريخ  وكأنهم فعلوها من أجلي. أشكو لك من كثرة كلامي ورغبتي في أن أكون بكماء في عالمٍ آخر مواز. ثم أعود وأتذمر من الضجيج الذي يملأ الكون وأتحدث عن تلك الأمنية التي تراودني بأن أعود في حياة لاحقة، فتاة صماء لا تعلم شيئا عما يدور حولها ولا تهتم.  أُصدّق في قرائتك لتلك الرسائل وتخاطرك معي عن بعد وأعرف أنك أقرب لي من حبل الوريد. والآن وأنا أقرأ هذه الرسائل، أتعجب من إيماني بك وكأنك شخص حقيقي ملموس أعرفه ويعرفني ويُمكننا أن نلتقي كأي صديقين ليتبادلا أطراف الحديث وآخر الأخبار. تشرب القهوة وأطلب أنا الشاي بالنعناع.

عزيزي #دودو.. الآن فقط أعرف لماذا اخترت لك هذا الاسم.  فـ الدودو اسم لطائر  درست حياته قديما في كتاب اللغة الإنجليزية وأنا في المرحلة الابتدائية. ذلك الطائرالذي انقرض ولم يتبقى منه سوى بعض الحفريات والهياكل العظمية في متاحف التاريخ الطبيعي في جامعة أوكسفورد. تلك المعلومة التي توارت تماما في ذهني ولم أتذكرها وأنا اختار لك هذا الاسم، وأرادت أن تومض الآن وأنا أكتب عنك و.. لك.

اختار عقلي اللاواعي لك يا عزيزي اسم لكائن منقرض، لأني لم أكن أعتقد/أُصدّق في إمكانية وجودك في هذا الكون.

أما الآن يا #دودو.. وقد ظهرت من الغيب وتجسدت كما تمنيتك تمامًا وصنعتك لنفسي. كامل، بهيّ، بشريّ من لحمٍ ودم وحُب. أبتسم في ارتياح، وأردد: كم لله من لطفٍ خفيّ. لُطفه الذي أراه متجليًا في إلهامي كتابة هذه الرسائل. تلك الحروف و"الفضفضة"التي كانت وقتها توثيق لتلك الفترة العصيبة التي التهمت روحي، وأراها الآن أنها كانت إرهاصات وقراءة للغيب وربتة للقلب. مراسلتك يا #دودومن أفضل الأشياء التي فعلتها في حياتي. تلك الرسائل الحميمية الحقيقية، الميراث العظيم الذي يُضفي على هذه العلاقة بُعدًا آخر.




رسائلي لـ #دودو
1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، 17، 18، 19


Viewing all articles
Browse latest Browse all 54

Latest Images

Trending Articles



Latest Images